وضع داكن
30-05-2025
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 110 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(45-48) : إتمام الحركات.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين و الآخرين وعلى آله و صحبه أجمعين، أخواننا الكرام، كنت قد وعدت بالحلقة الماضية أن نتكلم عن الوقف والابتداء، ولكني عندما راجعت الأبحاث وجدت أن هناك أبحاثاً لم نتعرض لها في دورتنا التجويدية الحالية فآثرت تأخير بحث الوقف والابتداء قليلاً إلى أن ننتهي من هذه الأبحاث التي لابد للقارئ من الإلمام بها، ولعلها فاتته في الدورة الأولى.
من جملة ذلك بحث هام جداً جداً في علم التجويد وهو ما يسميه علماؤنا، إتمام الحركات، إتمام الحركات نعني به أن في اللغة العربية ثلاث حركات، فتحة وضمة وكسرة، الفتحة ما هي إلا ألفٌ قصيرة والضمة ما هي إلا واوٌ قصيرة، والكسرة ما هي إلا ياءٌ قصيرة، لذلك لابد أن يكون شكل الفم وهيئته عند نطق الحرف المفتوح كهيئته عند نطق الألف، يعني عندما نقول مثلاً، (كَتَبَ)، لابد من فتح الفم، لا بد من تباعد الفكين بعضهما عن بعض، سميت الفتحة فتحة لانفتاح الفم عند النطق بها وتباعد الفكين، أما إذا قلنا (كتب الله)، وكأن الفم مغلق، فأين الفتحة؟ لابد من فتح الفم حتى تظهر هذه الحركة، كذلك صوت الضمة، الضمة العربية هي واو قصيرة، والواو العربية هي، ( أُو)، وليس، (أ ُو)، منتشر جداً للأسف في الفترة الأخيرة موضوع (الأو)، (يتسألُون)، (أعُوذ)، (تعملُون)، (تُبْتُم)، كيف أعرف الضمة الصحيحة من غير الصحيحة؟ الأمر سهل، نُطَول الصوت ونمطه، إن تولد من صوت الضمة واو عربية فصيحة، صحيحة فالضمة صحيحة، وإن تولد، ( أُو)، فاليست هذه الضمة صحيحة لأن،(أُو)، ليست حرفـاً عربياً، الحرف العربي، (أُو)، هكذا.
 إذاً لابد من ضم الشفتين، نقول مثلاً، (إنكم)، ولا نقول (إنكُم)، هذا الضم ناقص، كذلك الكسرة فالكسرة عبارة عن ياء قصيرة فلابد من خفض الفك السفلي عند النطق بها، لذلك يقولون الرفع والنصب والخفض، لماذا يقولون الخفض؟ لأن فيه خفضاً للفك السفلي عند النطق بالحرف المكسور، (بِهِم، عليهِم)، ينخفض الفك السفلي قليلاً، أما إذا قلنا (به،آمنتم به)، (به)، هذه ليست كسرة صحيحة، (به)، لومططناها يتولد هذا الصوت، هل هذا الصوت صوت ياء، (بِه)، هكذا نعرف صوت الحركات إن كان صحيحاً أو غير صحيح.
وكما ذكرنا عن الفتحة نقول أن الضمة سميت ضمة لأنها تخرج بضم الشفتين، نلاحظ على اللوحة التعليمية الأولى في حلقة اليوم ما ذكرته من حيث هذا الموضوع إتمام الحركات، يجب على القارئ أن يفتح فمه عند النطق بالحرف المفتوح كهيئته عند النطق بالألف، كما يجب عليه أن يضم شفتيه عند النطق بالحرف المضموم كهيئتهما عند النطق بالواو.
ويجب عليه أن يخفض فكه السفلي عند النطق بالحرف المكسور كهيئته عند النطق بالياء أما الحرف الساكن فيخرج من مخرجه الأصلي دون أن يصاحبه شيء مما سبق.
 نلاحظ على اللوح التالية الأمثلة على ذلك، (كَتَبَ الله)، لابد من فتح الفم عند (كَ،تَ،بَ)، (لكُم)، لابد من ضم الشفتين ضماً محكماً عند الكاف، (تُبتُم)، لابد من ضم الشفتين ضماً محكماً عند (التائين)، وعدم ضمهما عند الباء الساكنة التي بينهما، (عليهِم)، لابد من خفض الفك السفلي عند النطق بالهاء، (بِه)، لابد من خفض الفك السفلي عند النطق بالباء، (المُسْتقيم)، لابد من ضم الشفتين عند النطق بالميم الأولى و إعادتهما إلى وضعهما الطبيعي عند السين، (صُم بُكم عُمى فهُم)، حوى هذا المقطع عدة حروف مضمومة لابد من مراعاة الضم الكامل فيها جميعا، (قِبلة)، القاف مكسورة لابد من خفض الفك عندها ولا نقول، (قبلة)، (إبراهيم)، لابد من خفض الفك تماماً عند النطق بالهمزة في أول هذا الاسم ولا نقول (إبراهيم).
 هذا البحث يا أخوة، وهو إتمام الحركات نظمه إمام عظيم من أئمة علم التجويد اسمه الإمام أحمد الطيبي رحمه الله، وهو من علماء القرن العاشر، قال رحمه الله في منظومة له اسمها منظومة المفيد في التجويد قال: وكل مضموم، يعنى وكل حرف مضموم، فلن يتما إلا بضم الشفتين ضما و ذو انخفاض بانخفاض للفم يتم، هنا قال الفم ومراده الفك السفلي، يقولون في البلاغة أطلق الكل وأراد البعض، و ذو انخفاض بانخفاض للفم يتم، والمفتوح بالفتح افهم، إذِ الحروف إن تكن محركة يشركها مخرج أصل الحركة، الفتحة أصلها الألف، الضمة أصلها الواو، الكسرة أصلها الياء، فقال رحمه الله: أي مخرج الواو ومخرج الألف والياء في مخرجها الذي عرف فإن ترى القارئ لن تنطبق شفاهه بالضم كن محققا بأنه منقصاً ما ضما والواجب النطق به متما، كذاك ذو فتح وذو كسر يجب إتمام كل منهما افهمه تصب، هذه الأبيات نراها على اللوحتين التاليتين، اللتين نختم بهما حلقة اليوم في التجويد، نلاحظ على الشاشة، قال الإمام أحمد الطيبي رحمه الله، المتوفى سنة تسع وسبعين وتسعمئة هجرية.

وَكُـلُّ مَضْمُـومٍ فَلَـنْ يَتِـمَّا إِلَّا بِـضَـمِّ الشَّفَتَـيْنِ ضَـمَّـا
وَذُو انْخِفَاضٍ بِانْخِفَاضٍ لِلْفَـمِ يَتِـمُّ وَالْمَفْتُوحُ بِالْفَتْـحِ افْهَـمِ
إِذِ الْحُرُوفُ إِنْ تَكُنْ مُحَرَّكَـهْ يَشْرَكُهَا مَخْرَجُ أَصْلِ الْحَــرَكَهْ
أَيْ مَخْرَجُ الْوَاوِ وَمَخْرَجُ الْأَلِفْ وَالْيَاءُ فِي مَخْرَجِهَا الَّذِي عُرِفْ
فَـإِنْ تَـرَ الْقَارِئَ لَـنْ تَنْطَبِقَا شِفَاهُـهُ بِالضَّمِّ كُـنْ مُحَقِّـقَا
بِأَنَّـهُ مُنْتَـقِـصٌ مَـا ضَـمَّ وَالْـوَاجِبُ النُّـطْقُ بِـهِ مُتَمَّـا
كَذَاكَ ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ يَجِبْ إِتْـمَامُ كُـلٍّ مِنْهُمَا افْهَمْهُ تُصِبْ

 هذه الأبيات أتمنى على الحُفاظ أو الذين حفظوا قسطاً كبيراً من القرآن أو الذين يتصدون لتعليم علم التجويد أن يحفَظوها ويُحفظوها لطلابهم فإنها لم تأتي في المنظومة الجزرية للإمام العظيم محمد بن الجزري وهو بحث هام لا يستغني عنه قارئ، هذا درسنا اليوم ونتابع في الحلقة القادمة بإذن الله ما بقي علينا من أحكام، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

إخفاء الصور